من المعلوم أن التفكيكية مدرسة وفلسفة ومنهجية في تحليل الكتابات الأدبية والفلسفية والصحفية. وتنتمي هذه المقاربة إلى الفلسفة المعاصرة، أو فلسفة (ما بعد الحداثة). وتستهدف تحصيل المعاني القائمة على التلاشي والاختلاف. أي: تستكشف تلك المعاني المختلفة الموجودة في ثنايا النصوص أو الكتابات. وهناك من يقول : إن التفكيكية ليست طريقة أو منهجية فلسفية أو أدبية، بل هي تطبيق وممارسة فعلية. لكن ديريدا لايعتبرها منهجية، والدليل على ذلك صعوبتها، واختلافها عن المنهجيات الأخرى. ولوكانت منهجية لخضعت للتنظير، وكانت لها لغة خاصة بها، وقواعد إجرائية معينة، وهذا ماترفضه التفكيكية التي تثور على القواعد والبنى الثابتة والمقولات المركزية. فاللغة التي نستعملها ونعبِّر بها - بحسب هايدغر، وديريدا، ونيتشه- قيدت جميع المفكرين والدارسين ونقَّاد الأدب، وسيَّجتهم في قوالب معينة ثابتة، وأغرقتهم في عوالم التخييل والمب...
التفاصيل
يُعدُّ التمثيل المرئيّ واحدًا من أنجع الوسائل التي ساهمت في بناء فرنسا الإمبريالية في شمال إفريقيا. فقد ﭐستُعمِلَ التصوير الفوتوغرافي والصحافة المصورة بشكلٍ فعّالٍ في خطاب الاحتلال الفرنسي لتوصيل صورةٍ سلبيةٍ حول المغرب وتسهيل إقامة نظام الحماية ومهمة «التنوير الثقافي» المزعوم، ومِن ثَمّ رهن مستقبل المغرب في مرحلة ما بعد الاستقلال بالتحكّمات الفرنسية الاقتصادية والثقافية واللغوية. ويتناول هذا المقال بالدرس والتحليل بعض الصور المتضمَّنة في الجريدة الفرنسية «الجريدة الصغيرة المصورة» للكشف عن مدى ﭐرتباطها بأجندة الاحتلال الفرنسي والتزامها بأهدافها. وهذه القراءة النقدية للصور الفوتوغرافية في «الجريدة الصغيرة المصورة»وﭐرتباطها بمشاكل المغرب وثقافته في الفترة الممتدة من 1907 إلي 1956 لا تهدف إلى توضيح الفكرة الأساسية أنّ التصوير الفوتوغرافي وسيلةٌ من وسائل الأجندة الإمبريالية الفرنسية ...
التفاصيل