من المعلوم أن التفكيكية مدرسة وفلسفة ومنهجية في تحليل الكتابات الأدبية والفلسفية والصحفية. وتنتمي هذه المقاربة إلى الفلسفة المعاصرة، أو فلسفة (ما بعد الحداثة). وتستهدف تحصيل المعاني القائمة على التلاشي والاختلاف. أي: تستكشف تلك المعاني المختلفة الموجودة في ثنايا النصوص أو الكتابات. وهناك من يقول : إن التفكيكية ليست طريقة أو منهجية فلسفية أو أدبية، بل هي تطبيق وممارسة فعلية. لكن ديريدا لايعتبرها منهجية، والدليل على ذلك صعوبتها، واختلافها عن المنهجيات الأخرى. ولوكانت منهجية لخضعت للتنظير، وكانت لها لغة خاصة بها، وقواعد إجرائية معينة، وهذا ماترفضه التفكيكية التي تثور على القواعد والبنى الثابتة والمقولات المركزية. فاللغة التي نستعملها ونعبِّر بها - بحسب هايدغر، وديريدا، ونيتشه- قيدت جميع المفكرين والدارسين ونقَّاد الأدب، وسيَّجتهم في قوالب معينة ثابتة، وأغرقتهم في عوالم التخييل والمب...
التفاصيل
الامبريالي لقوةٍ ﭐمبرياليةٍ محددةٍ في وجه منتقديها في الداخل وأعدائها في الخارج».[1] ولم تكن الدعاية لهذا المشروع الضخم للكشف عن نبله وتنوير الرأي العام حول حتميته فحسب، بل بهدف السيطرة على الرأي العام خوفًا من ﭐنتقاد الإمبريالية وتبخيس غاياتها. لا يمكن بحال من الأحوال تتبّع آثار الإمبريالية في هذا المقام، فهي هائلةٌ ومتعددةٌ، حينيةٌ ومؤجلةٌ. فالامبريالية فعلت فَعْلَتها في الأفراد والجماعات والأعراق، وغيّرت مجرى الماضي والحاضر والمستقبل لكثيرٍ من الشعوب، كما أنّها لا تزال عائقًا مرهقًا في وجه التنمية في كثيرٍ من البلدان. وقد كان مهندسو الإمبريالية في الإمبراطوريات الأوربية على وعيٍ تامٍّ بالعواقب الوخيمة للعنف الامبريالي، والضغوط الدبلوماسية، والغزو العسكري ومن ثَمّ الاحتلال، لكنهم تغاضوا عن كل ذلك في سبيل تحقيق المنافع الاقتصادية والسياسية والثقافية المسطرة. كانت القوى الأورو...
التفاصيل
كيف تجري التحوّلات المعرفية الغربية في حقول الفلسفة وعلم الاجتماع والفكر السياسي حيال فكرة ما بعد الغرب؟ هذا السؤال سوف يتولى فتح السجال على واحدة من أبرز الطواهر في نقد البنية الثقافية والحضارية للمجتمعات الغربية المعاصرة.
يتناول الكاتب هنا ظاهرة التفكيكية كتيار فكري ذاع أمره في خلال العقود المنصرمة، وكان له أثر بيِّن في تفعيل ساحات التفكير في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ومع أننا نجد الكثير من الملاحظات على النظرية التفكيكية التي قدمها الفيلسوف الفرنسي جاك ديريدا حيث النسبية والعدميّة والفوضى، إلا أنّ أهميتها انها ساهمت ولا تزال في تسليط الضوء على الطابع الاستبدادي للمركزية الغربية وسعت الى تقويضها فلسفياً وحضارياً والدعوة الى فلسفة الاختلاف والتعدد، وفسح المجال للآخر وإعطائه الحق في الظهور، ولكن مع هذا تبقى هفوات التفككية ونقدها بحاجة إلى دراسات مستقلّة.
المحرر
...
التفاصيل
يُعدُّ التمثيل المرئيّ واحدًا من أنجع الوسائل التي ساهمت في بناء فرنسا الإمبريالية في شمال إفريقيا. فقد ﭐستُعمِلَ التصوير الفوتوغرافي والصحافة المصورة بشكلٍ فعّالٍ في خطاب الاحتلال الفرنسي لتوصيل صورةٍ سلبيةٍ حول المغرب وتسهيل إقامة نظام الحماية ومهمة «التنوير الثقافي» المزعوم، ومِن ثَمّ رهن مستقبل المغرب في مرحلة ما بعد الاستقلال بالتحكّمات الفرنسية الاقتصادية والثقافية واللغوية. ويتناول هذا المقال بالدرس والتحليل بعض الصور المتضمَّنة في الجريدة الفرنسية «الجريدة الصغيرة المصورة» للكشف عن مدى ﭐرتباطها بأجندة الاحتلال الفرنسي والتزامها بأهدافها. وهذه القراءة النقدية للصور الفوتوغرافية في «الجريدة الصغيرة المصورة»وﭐرتباطها بمشاكل المغرب وثقافته في الفترة الممتدة من 1907 إلي 1956 لا تهدف إلى توضيح الفكرة الأساسية أنّ التصوير الفوتوغرافي وسيلةٌ من وسائل الأجندة الإمبريالية الفرنسية ...
التفاصيل